الأحد، 19 أكتوبر 2008

لـــــــــو إستجــــــــاب الـــــرئيس

من المعروف والمسلم به أن تجربتنا الديمقراطية تحبو وتتلكأ في حبوها ، بل إنها أي الديمقراطية عندنا ادعاء لزوم الديكور المطلوب من السيد الأمريكي . . أقصد طبعا سيدهم الأمريكي . اللافت للنظر أن النظام رغم فشله الذريع في جميع المجالات إلا أنه لا يغير من طريقة أدائه البالية التي عفا عليها الزمن لأنه أي النظام وأركانه بكل بساطة لا يتحمل تبعات فشله وإنما الذي يحدث أنه يفشل ثم يفشل ثم يفشل . . . ثم يقول في أحد مؤتمراته الحزبية لأعضاء حزب السلطة : المطلوب منكم في المرحلة المقبلة التواجد وسط الشعب لأننا نخشى أن تحدث في البلد ثورة جياع ! المهم عندهم ألا تحدث ثورة الجياع ، أما أن نبحث عن سلبيات أدائهم المتبع منذ عشرات السنين والذي نتائجه الفشل دائما فلا يحدث ذلك لأن مصالحهم الشخصية لا تتحقق أبدا إذا مارس الشعب ديمقراطية فعلية .

يقع رئيس حزب السلطة دائما في حرج بالغ ذلك أنه من نتائج الديكتاتورية أن لحقت بالكثيرين من رموز حزب السلطة فضائح مختلفة مالية وأخلاقية . . . قرأنا أخيرا عن المواقع الحزبية والنيابية لمتهمين أحدهما هارب ومتهم بجريمة قتل أكثر من ألف نفس والآخر مسجون ويحاكم متهما بالتآمر على قتل فنانة لبنانية ! ! ! فماذا يحدث لو استجاب الرئيس للأصوات التي طالما نادت بأن يخلع الرداء الحزبي ؟ خاصة أن حزب السلطة ليس حزبا له فكر ولكنه بالفعل حزب سلطة مولود من رحم السلطة وليس من الشعب ، حزب السلطة يجمع بين أفراد رأسماليين ليبراليين وبين أفراد رأسماليين اشتراكيين . . وهي بالفعل تركيبة عجيبة لا تعرف مبدأ ولا فكر إلا المصلحة الشخصية بالاستمرار في الحكم وتحقيق أقصى منافع ممكنة .

هل يمكن أن يستجيب الرئيس ؟ وماذا لو استجاب ؟ أين سيذهب حملة المباخر ؟ إن استجابة الرئيس تعني أن أول انتخابات نيابية مقبلة ستكون نزيهة ولن يتم تزويرها لأن الرئيس يريد أن يختار للحكومة المقبلة وزراء أكفاء ذو ثقل شعبي بصرف النظر عن أحزابهم . لو استمر حملة المباخر في حزب السلطة فلن ينتخبهم أحد لأن حزب السلطة فاشل وبدون شعبية ، فهل ستقبل الأحزاب الأخرى أن يترشح هؤلاء من خلالها ؟ ظني أن الأحزاب الورقية سترفضهم لأنها ( مش ناقصة مصايب ) ربما يشكلون حزبا جديدا باسمهم وهو حزب ( ف . ف ) اختصارا لكلمتي فضيحة وفشل .

أرى أن الفرصة الوحيدة المواتية لهؤلاء هي موسم الحج المقبل ومعهم من أموالنا ما يكفي للحج السياحي ، المهم أن يسافروا مع الناس المسافرين للحج وتلتقط لهم صور وهم بملابس الإحرام لتنشر هذه الصور بعد ذلك أثناء حملتهم الانتخابية لإقناع الشعب أنهم تابوا وأنابوا . . مشكلة هذا الحل فقط أن القانون الجديد لا يسمح بدعاية انتخابية بشعارات دينية . . ولذلك لن تنفع الطريقة ولا داعي للحج . كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة لو استقال الرئيس من الحزب ؟ وما هو مصير الوزراء الحاليين والقيادات الحزبية الحالية ؟ هل سيهربوا وراء ثرواتهم المهربة ؟ هل سيمنعوا من السفر وسيحاكموا ؟ هل يمكن التضحية بهم ؟ ماذا لو حوكموا وقالوا كل ما عندهم ؟ أتمنى أن يوافق الرئيس ليكون رئيس للجميع وليس رئيس لحزب واحد فاشل بدون شعبية
.

ليست هناك تعليقات: