الثلاثاء، 5 يناير 2010

مسيحى فى صفوف الاخوان


مسيحي في صفوف الإخوان المسلمين ـ
هل تصدق أن جماعة الإخوان المسلمين تضم في عضويتها أفرادا مسيحيين لهم كافة صلاحيات العضوية ويساهمون بدفع اشتراك شهري نظير انضمامهم.. هذه ليست "نكتة"، وإنما هي وقائع وأحداث أثبتها التاريخ وسطرت فصلا من فصول العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الأقباط.يجد المتابع لموقف الأقباط بمصر في السنوات الأخيرة أن الغالبية العظمى صارت تعتبر أن تنامي نفوذ حركة الإخوان المسلمين يهدد مبدأ المواطنة، وبالتالي اتجه الموقف المسيحي بشكل عام وموقف الكنيسة بشكل خاص إلى تبني الطرح الحكومي الذي يحظر أنشطة الحركات الإسلامية ويستعمل معها الأداة الأمنية فقط، وعلى الرغم من صدور العديد من التصريحات والتطمينات التي يسوقها قادة الإخوان بين الحين والآخر، إلا أن ذلك لم يمنع هاجس الخوف والتحفز من أن يظل مسيطرا. ولكن المتتبع لتاريخ العلاقة بين جماعة الإخوان وبين الأقباط يلاحظ أنه على مدار التاريخ لم يحدث ما يعكر صفو تلك العلاقة بشكل عام، كما تكمن المفاجأة الأكبر في وجود حميمية واضحة في تلك العلاقة وبالذات في فترة النشأة الأولى للإخوان على يد "حسن البنا"، لدرجة مشاركة مجموعة من الأقباط في اللجنة السياسية المركزية للإخوان التابعة لمكتب الإرشاد في ذلك الحين، وهم "وهيب دوس" المحامي و"لويس فانوس" عضو مجلس النواب .وبالرغم من أن "البنا" لم يتناول في كتاباته تفصيلات القضايا المطروحة حاليا على الساحة والتي تثير الحساسية فيما يتعلق بالشأن القبطي، إلا أن ذلك يرجع بشكل أساسي إلى المناخ السائد في ذلك الحين، والى الصلات الحسنة والعلاقة الوطيدة التي كانت تجمع بين المسلمين والمسيحيين بصفة عامة بعيدا عن جو الاحتقان الطائفي المسيطر على الساحة حاليا، فكانت أغلب كتاباته تتحدث عن حماية الإسلام للأقليات عموما وعن علاقة الوحدة بين أبناء الأمة من مسلمين وأقباط، ولكنه كان حريصا على إثبات وتحقيق تلك العلاقة بشكل عملي وتطبيقي، فلم يجد حرجا على الإطلاق في تبادل التهاني في الأعياد مع الأقباط، وتؤكد الوثائق أن "البنا" قد أرسل إلى "حبيب المصري باشا" رئيس جمعية التوفيق القبطية البرقية التالية: "تلقيت بيد الشكر دعوتكم الكريمة لحضور احتفال النيروز المصري، وكان يسعدني أن أحضر بنفسي لولا أني مريض منذ يومين، وقد أنبت عني الأستاذ "عبده قاسم" سكرتير عام الإخوان المسلمين.. مع أطيب التمنيات"، وقد تلقى الرد مباشرة من رئيس الجمعية يشكره فيه على تلبية الدعوة ويدعو له بالصحة الموفورة.كما تشهد وقائع التاريخ بأنه حينما رشح "البنا" نفسه في الانتخابات النيابية سنة 1944 في عهد وزارة "أحمد ماهر" عن دائرة الإسماعيلية كان وكيله في لجنة "الطور" يوناني مسيحي يدعي "الخواجة باولو خريستو" وكانت هذه اللفتة مثار سخرية قادة الحزب السعدي الحاكم في ذلك الحين، كذلك فقد كان "البنا" حريصا في حضوره للمؤتمرات الوطنية الكبرى التي تعقد في عواصم المحافظات من أجل شرح المطالب الوطنية لجلاء الإنجليز ووحدة وادي النيل على أن يصطحب معه" نصيف ميخائيل" وهو أحد الأقباط المتخصصين في قضية قناة السويس.ومن الوقائع التي يجب الإشارة إليها ما حدث عندما تقدَم شابان مسيحيان يعيشان في طنطا للانضمام لشعبة الإخوان المسلمين هناك، حيث انقسم الإخوان ما بين مؤيد لانضمامهما وما بين معارض لذلك، وعندما أرسل الإخوان "للبنا" يطلبون منه الفصل في الموضوع كان رده عليهم بقبول الاشتراك فورا. وقد كان البنا واضحا في حرصه على مبدأ المواطنة وشراكة الوطن، وعندما سئل عن مسألة الجزية كانت إجابته بحسم أنها أصبحت اليوم غير ذات موضوع، ما دام كل المواطنين ينخرطون في الخدمة العسكرية ويدافعون عن الوطن سواء بسواء.على الجانب الآخر فقد رأى المسيحيون في ذلك الحين من الإخوان تجسيدا لمعاني الوطنية والمحبة والصالح العام وكان موقف أغلب القيادات القبطية مؤيدا لهم، فوقف "لويس فانوس" النائب القبطي بمجلس النواب يطلب من الحكومة دعم جمعية الإخوان المسلمين، لأنه اعتبرها الهيئة الوحيدة التي تعمل على تنوير الأذهان وإيقاظ الوعي الشعبي في النفوس ونشر المبادئ السليمة والدين الصحيح والأخلاق الفاضلة، كما كان بعض المسيحيين يدفعون اشتراكات ثابتة لشُعب الإخوان تعبيرًا عن تأييدهم لكل ما ينادون به، وقد ظهر مدى التعاون بين الطرفين عندما أعلن الإخوان عن فتح باب الاكتتاب لشراء دار جديدة للإخوان في الحلمية الجديدة؛ مما دفع بعض الأقباط إلى المشاركة في هذا الاكتتاب تقديرًا للوحدة بين عنصري الأمة؛ فقد تبرع الخواجة "فرنكو" التاجر بـ10 جنيهات، وهناك من تبرع بـ5 جنيهات، مثل جرجس بك صالح، وآخربـ20 جنيهًا مثل مريت بطرس غالي، وقائمة أخرى طويلة لا يتسع المجال لذكرها ولا يزال التاريخ يذكر بكل فخر بأن "مكرم عبيد" كان هو الرجل الوحيد الذي شيع جنازة صديقه "حسن البنا" بعد أن منع البوليس السياسي آنذاك الرجال من المشاركة في الجنازة، وان كتائب الإخوان التي شاركت في حرب فلسطين عام 1948 قد ضمت متطوعين من أقباط مصر وفلسطين.وإذا اعتبرنا أنه لا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه الموقف القبطي تجاه جماعة الإخوان المسلمين على اعتبار أن الأقباط ليسوا كتلة سياسية واحد أو أصحاب مشروع سياسي يعكس انتماءهم الديني، إلا أن العلاقة الحالية التي يشوبها الشك والارتياب بشكل عام من الطرفين، هي نتاج المشهد السياسي المليء بالاحتقان على كافة الأصعدة، وهو المشهد الذي يحتاج إلى استدعاء مثل تلك المواقف والأحداث التي سقط بعضها من الذاكرة التاريخية للطرفين ربما بفعل فاعل.

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

قصه واقعيه من العصر الحالى


قصة واقعية من العصر الحالى تبين
عدل الله وانتقامه من الظالمين
لنسفعاً بالناصية ـ
ثروت الخرباوي (المصريون) :
( كما تدين تدان ) ،( دخلت امرأة النار في هرة عذبتها ) ليست هذه مجرد كلمات نسمعها ونتفاعل معها ونهز رؤوسنا من فرط التأثر بها ولكنها في الحقيقة .. حقيقة .. قانون .. ناموس من النواميس التي أرادها الله للكون .. وقد يظن بعض اليائسين أو الجاهلين لقوانين الله في خلقه أن الظالم من الممكن أن يفلت بظلمه .. وقد كنتُ ذات يوم غافلا عن حتمية هذه القوانين .. أؤمن بها إيمانا شكليا أو هامشيا لم يتغلغل في ضميري أو يخالط العلم المستكن في فؤادي ، إلى أن حدث ما أذهلني وزلزل مشاعري وأيقظ ضميري ، فإذا بي وكأن الحجب تكشفت ، وكأنني أرى عيانا بيانا مصارع الظالمين .كانت البداية في أواخر السبعينات وفي أغلب الظن كنا في عام 1978 وكنت وقتها طالبا بكلية الحقوق جامعة عين شمس أسعى في مناكبها وأنشطتها ومدارجها ، وقد جمعتني أروقة الجامعة بالعديد من الأصدقاء ... منهم من كان ينكب على مناهج الدراسة وحضور المحاضرات وهؤلاء كنا نطلق عليهم اسم ( شلة البؤس ) ، ومنهم من كان مثلي يتنقل بكل كيانه بين الأنشطة ومجلات الحائط واللجان الطلابية والأسر والمظاهرات وقد كان الفريق الآخر يطلق علينا اسم ( شلة الأنس ) ، أما الشلة بفريقيها فقد كانت مشهورة في الجامعة آنذاك باسم ( شلة النمس ) !! ولا أعرف سببا لهذه التسمية التي جعلت شلتنا ذائعة الصيت ، وعندما يدخل الصيف وننتهي من امتحاناتنا كنا نحمل أمتعتنا ونذهب سويا إلى مدينة الإسكندرية نقضي بها أسبوعا أو أسبوعين لا نحمل إلا قروشا قليلة ولكننا كنا بها نملك الدنيا بأسرها ، وليس يهم بعد ذلك أن نتطفل على أحد الأصدقاء من أهل الإسكندرية فنبيت عنده ليلة ونقضي عنده يوما أو بعض يوم ، ثم نتطفل على بعض الأقارب يوما أو بعض يوم .. المهم أننا كنا لا نحفل أين ننام فحيث ينتهي بنا المقام يكون نومنا .وفي هذا الصيف الذي أحدثكم عنه حط بنا الرحال عند صديقنا مجدي الاسكندراني وهو أحد أصدقاء الشلة حيث كان سكنه الأصلي في منطقة سيدي بشر عند شارع خالد بن الوليد في عمارة صغيرة يمتلكها والده ـ رحمه الله ـ ، وكان أثناء العام الدراسي يقطن في منطقة الزيتون بالقاهرة في شقة تمتلكها أسرته حيث كان والده منذ عهد جمال عبد الناصر يشغل وظيفة حساسة بمؤسسة الرئاسة .وفي شقة صغيرة من شقق العقار المملوك لأسرة صديقنا مجدي بسيدي بشر كانت إقامتنا ، وكانت هذه الشقة في الأصل يقيم فيها محيي شقيق مجدي والذي كان طالبا وقتها في كلية طب الإسكندرية وكان قد أعد هذه الشقة ليستذكر فيها دروسه هو وأصدقاءه من طلبة الطب ، وكنا نعلم أنه جعل من إحدى حجرات المنزل مشرحة متكاملة يستجلب فيها جثامين بشرية أو بعض أجزاء من جثث لغرض التشريح الطبي والاستذكار عليها .وفي اليوم الأول لإقامتنا كانت هناك مباراة دولية في كرة القدم في نهائي كاس العالم وجلسنا نشاهد المباراة في الوقت الذي كان فيه محيي شقيق مجدي يصطاد كعادته ـ بعدة الصيد ولباس الغوص بحسب أنه كان محترفا في ذلك ـ السمك الذي سيكون طعامنا في الغداء والعشاء ... كانت مباراة الكرة محتدمة وكانت الأنظار معلقة على جهاز التلفزيون وكان بعضنا شرها في شرب السجائر وكان لا يني يطفئ سيجارة في عقب سيجارة ويضع ما يتبقى من أعقاب السجائر في منفضة ( مطفأة سجائر ) غريبة الشكل والتكوين موضوعة على منضدة جانبية ، ولسبب لا أعلمه حانت مني التفاتة لهذه الطفاية وأخذت أتفرس فيها ثم قفزت صارخا وجسدي يرتعش فقد كانت تلك المنفضة ( المطفأة ) قطعة من جمجمة بشرية .نظر إليّ الأصدقاء وهم لا يفهمون سببا لصياحي فلم يكن أحد في المباراة قد أحرز هدفا أو أضاع هدفا كما أنهم يعرفون أنني لست من الذين ينفعلون في مباريات الكرة ، وبدون أن أتكلم أشرت لهم على مطفأة السجائر وعندما نظروا إليها بإمعان قفز صديق لنا يدعى عز الدين ( وهو الآن مستشار بمحكمة النقض ) وخرج من الغرفة فزعا مسرعا لا يلوي على شيء إلا أن مجدي أعاده مرة أخرى وقال لنا متعجبا من فزعنا : ما الذي أصابكم ؟!! هذه مجرد جمجمة من جماجم محيي التي كان يستجلبها لدروس التشريح وقد قام بتوضيبها وقسمها قسمين حيث جعل من هذا القسم مطفأة للسجاير وأعطى النصف الآخر لصديق له جعلها إناء وضعه في قفص للعصافير !! ..كان من الطبيعي أن تتعكر أمزجتنا إذ كانت أعوادنا ما زالت طرية لم نألف الموت ولم نخبره لذلك كان من الطبيعي أن نغلظ لمجدي في القول وألزمناه أن يحمل تلك الجمجمة ويضعها في مكان آخر لا تقع عليه عيوننا .. ولم يكن من الغريب أن نُعرض السمك الشهي الذي كان محيي قد أحضره وقام بشيه بنفسه بطريقة اسكندرانية كانت محببة إلى نفوسنا .وفي المساء انفردت بمحيي وكان الرفاق يقضون وقتهم في بعض ألعاب التسلية وسألته عن خبر هذه الجمجمة ، فقال لي سأصدقك القول وسأخبرك بما لا يعرفه أحد من أهل البيت هنا ..(( هذه جمجمة لأحد أكابر المجرمين الذين كانوا يعذبون الناس في السجون في الخمسينات والستينات وقد مات هذا الرجل منذ فترة ليست بالبعيدة وتم دفنه في قريته التابعة لإحدى مراكز محافظة الغربية وكنت قد اتفقت مع المقاول الذي يقوم بتوريد الجثث لكلية الطب كي يستجلب لي جثة أذاكر عليها أنا وزملائي فقال لي أن لديه جثة بالفعل وكان قد عرضها على كلية الطب ولكنهم رفضوها لأنها ممزقة كل ممزق وتكاد رأسها ان تنفصل عن جسدها فضلا عن فقدها لبعض الأجزاء بالإضافة إلى أن الجمجمة نفسها مليئة بالكسور وعندما سألته عن صاحب هذه الجثة فقال لي أنه أحضرها من أحد رجاله الذين يُحضرون له الجثث من قرية تابعة لأحد المراكز بمحافظة الغربية وأنه علم أنها لذلك الجبار الذي قصمه الله ومات في حادثة بشعة تحدثت مصر كلها عنها )) واسترسل محيي قائلا (( بعد أن علمت أن هذه جمجمة هذا الطاغية جعلت من نصفها مطفأة سجائر كما ترى أما صديقي فلان وهو من قيادات الطلاب بجامعة الإسكندرية فقد جعل من النصف الآخر إناء ماء وضعه في قفص للعصافير إلا أن العصافير للعجب الشديد عزفت عن الشرب منه وجعلته موضعا تقضي حاجتها فيه بغير توجيه أو تدريب وسبحان الله ولله في خلقه شئون )) !!.مرت سنوات وتخرجنا من كلية الحقوق وعمل بعضنا بالنيابة ثم تدرج في سلك القضاء وعمل بعضنا بالمحاماة وكنت قد تمسكت بالمحاماة لا أروم غيرها ولا أبتغي سواها ثم افتتحت مكتبي للمحاماة حيث شاركني فيه أحد أخوالي الذين تقلدوا من قبل مناصب عديدة في القضاء هو المستشار خيري يوسف الذي كان رئيسا سابقا لمحكمة الاستئناف ، وذات يوم عُرضت علينا قضية قتل خطأ وما أن قرأها خالي حتى قال لي : (( إن هذه الحادثة تعيد إلى ذاكرتي حادثة بشعة وقعت على طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي منذ سنوات )) واسترسل الخال خيري قائلا : (( كانت حادثة مروعة وكنت وقتها رئيسا لنيابة إحدى النيابات في محكمة كلية وخرجنا أنا وزميل لي في مهمة قضائية لمعاينة الحادث ومناظرة الجثة .. دلت المعاينة وشهادة الشهود على أن سائق السيارة القتيل كان يقود سيارته بسرعة غريبة وكانت أمامه سيارة نقل مُحملة بأسياخ الحديد التي تتدلى من مؤخرة السيارة ودون أن يتنبه استمر في سرعته حتى اصطدم بالسيارة النقل وحينها اخترقت أسياخ الحديد ناصية القتيل ومزقت رقبته وقسمت جانبه الأيمن حتى انفصل كتفه عن باقي جسده )) وبتأثر واضح قال المستشار خيري : (( لم أستطع مناظرة الجثة فقد وقعت في إغماءة من هول المنظر وقام زميلي باستكمال مناظرة الجثة ... هل تعلم من كان القتيل ؟ لقد كان اللواء فلان الذي كانت فرائص مصر كلها ترتعد من مجرد ذكر اسمه وكانوا يلقبونه بملك التعذيب في السجن الحربي )) .. سرت قشعريرة في جسدي ولم أستطع أن أنبس ببنت شفة ولم تخرج من فمي إلا كلمة سبحان الله وأقسم لكم أنني شعرت وقتها بالمكان كله وكأنه يشاركني في تسبيحي وكأنه أيضا يرتجف فرقا وخوفا من الله الذي لا يُظلم عنده أحد .مر عام على القصة التي رواها لي المستشار خيري وبعد هذا العام سنحت لي الظروف أن أجلس مع الحاج أحمد أبو شادي وهو رجل إن لم تكونوا تعرفونه يشع النور من وجهه .. تجلس معه وكأنما تجلس مع رجل من جيل الصحابة .. فطرته نقية وقلبه ندي .. يحمل على كتفه حكمة السنين .. كان الحاج احمد أبو شادي من الذين قضوا جزءا من أعمارهم في السجون أثناء الستينات بسبب انتماءه الفكري للإخوان المسلمين وكان قد تعرض في السجن لتعذيب بشع رأيت بنفسي آثاره التي ما زالت باقية في جسده لم تبرحه بعد وكأنها وسام شرف .. وفي داخل السجن حفظ الحاج أحمد القرآن الكريم .... وفي فترة الثمانينات وجزء من التسعينات ظل إماما لنا في عدة مساجد بمدينة نصر في صلاة القيام .. وفي إحدى الجلسات الخاصة التي جمعت بيننا حكي لي الحاج احمد عن فترة من فتراته في المعتقل فقال (( كان الطاغية مدير السجن الحربي قد نهانا في رمضان أحد الأعوام عن صلاة القيام وإلا تعرضنا للتعذيب والتنكيل ولكننا كنا نحتال عليه وعلى السجانين فكنا نصلي كل مجموعة في زنزانتها بصوت خفيض .. وفي يوم فاض بنا الكيل وثار بعضنا وصممنا على أن نصلي جهرة ونُسمع الحراس صوت صلاتنا وعندما وصل خبرنا في اليوم التالي للطاغية قام بتكديرنا وتعذيبنا بكل أشكال التعذيب التي يتصورها العقل والتي لا يتصورها حتى كدنا أن نهلك وهنا صاح أحدنا بصوت جهوري ضمخه الحق : والله يا أيها الظالم إن الله سيقتص منك وسيسفعك على ناصيتك ... وهنا قال له الطاغية الظالم : ماذا تقصد ؟ فقال له الأخ ــ وقد كان فلاحا من إحدى قرى محافظة الجيزة ــ ألم تسمع قول الله سبحانه وتعالى ( أرأيت الذي ينهى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ) فقد قال الله بعدها (كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ) وسيسفعك الله على ناصيتك )) لم تصدق أذني ما سمعته من الحاج احمد أبو شادي ولكن قلبي قفز من مكانه حتى كاد الجالسون معي يسمعون نبضات قلبي .. وهنا أيقن فؤادي أن وعد الله حق ، وأن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، فقد كانت الجمجمة التي استُخدم نصفها كمطفأة للسجائر والنصف الآخر كإناء لقضاء حاجة العصافير هي نفسها جمجمة الطاغية مدير السجن الحربي الذي طالما قتل وعذب وقال للمساجين كلمة تكاد السماء تقع من هولها هي ( إن الله في زنزانة مجاورة ) !! هو ذاته ذلك الجبار المتأله الذي أنبأه الفلاح المعتقل البسيط بوعيد الله بأن رب العزة سيسفع ناصيته عندما نهاه عن الصلاة ، وهو أيضا نفس الرجل الذي مات في حادثة بشعة مروعة سفع الله فيها ناصيته .. وكما تدين تدان

السبت، 17 أكتوبر 2009

وزير الداخلية المصري ينفي وفاة يوسف أبو زهري جراء التعذيب

وزير الداخلية المصري ينفي وفاة يوسف أبو زهري جراء التعذيب في السجون المصري
نفى وزير الداخلية المصري حبيب العادلي اتهامات بأن الشرطة عذبت الناشط الفلسطيني يوسف أبو زهري في السجون المصرية مما أدى إلى وفاته. ونقلت صحف مصرية الجمعة عن العادلي قوله إن أبو زهري، شقيق القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، مات جراء معاناته من أمراض مزمنة. وأضاف: بالتأكيد لم يحدث تعذيب على الإطلاق‏‏ والواقعة كلها أن هذا الأخ دخل البلاد وهو متسلل وكان يقوم بأعمال غير قانونية وبالتالي خضع للإجراء القانوني. وأشار إلى أن أبو زهري‏ كان مريضا ببعض الأمراض خلال فترة احتجازه‏ وعندما شعرنا أنه مريض عرضناه على الأطباء‏.‏ وكان يجري علاجه وخلال تلقيه العلاج توفي. وأكد العادلي انه أمر بعرض الأمر على الطب الشرعي لكي يحدد التقرير أسباب وفاته‏، مبينا ان أبو زهري اعترف بأمور وتم التأكد من صحتها‏.‏ وكشف عن وجود محتجزين من حماس‏ في السجون المصرية ارتكبوا أفعالا يجرمها القانون واتخذت تجاههم الإجراءات القانونية والمقننة. وكان فوزي برهوم المتحدث باسم حماس قد اتهم السلطات المصرية بالوقوف خلف وفاة أبو زهري اثر تعرضه للتعذيب في أحد السجون المصرية. وكشف برهوم إن ابو زهري كان اعتقل من قبل الأمن المصري قبل ستة أشهر.

السبت، 10 أكتوبر 2009

كل إمام ينضح بما فيه

كل "إمــــــــــام" ينضح بما فيه ـ

دكتورة/ نهى الزيني
ذاك الذي فاضت ينابيع "سماحته" حتى نهل منها القاصي والداني بدءاً بالإفتاء بأن التعامل الربوي البنكي الذي أجمع كبار العلماء المعتبرون على حرمته إنما هو حلال شرعاً ! مروراً بتسامحه مع وزير الداخلية الفرنسي – ساركوزي وقتها – حين جاءه مشفقاً من غضبة العالم الإسلامي يستشير كبيرهم – الإمام الأكبر بزعمهم - عن إمكانية منع الزي الإسلامي في المدارس الفرنسية فسمح له بأن يضيق على المسلمات كيفما شاء في مأمن من اعتراض الأزهر ورجاله وذلك في لقاء شهير اتسم بما عُرف عن "فضيلته" من تسامح لامثيل له ، وصولاً إلى اعتزامه السفر إلى الفاتيكان ليحظى بشرف المثول في حضرة البابا بعدما استهل رعويته بسب الدين الإسلامي ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إلى تلك الوقفة المستخذية مع العدو الصهيوني حين امتدت يداه الاثنتان تعانقان بكل التسامح والمودة يد السفاح بيريز الملطخة لتوها بدماء إخواننا الفلسطينيين ، وليس آخرها صمته المطبق إزاء المذابح الصهيونية في غزة الصامدة ولا الخرس الذي أصابه فلم نسمع له صوتاً يندد بالعدوان اليهودي على المسجد الأقصى إلا مايسمح له به النظام الذي أتى به ليضعه رغم أنوف خيرة علماء الأزهر فوق واحد من أعلى المنابر في العالم الإسلامي مكافأة له على تسامحه مذ كان مفتياً مع كل مايفعله النظام وقدرته على تبرير كل خطاياه والإشادة بمظالمه بمبالغة فجة تبدو إلى جانبها مواقف بعض العناصر المكونة للنظام وكأنها صادرة عن المعارضة .ذاك الذي تخرج نبراته المملة الرتيبة المتصنعة المستخذية أمام الجبابرة ، ذاك الذي يأمر بالتسامح مع كل فاسد فاجر سفاح ومع كل فاسدة فاجرة مائلة مميلة ، ذاك الذي لم نعرف له موقفاً واحداً إلى جانب الحق ، ذاك الذي تنفرج أساريره وتنحني قامته أمام كل صاحب سلطان ، ذاك الذي يتسع صدره لذبح المسلمين ولانتهاك الأعراض وللتطاول على دين الله وسب رسوله لم يتسع صدره لصبية غضة تدرس بالصف الثاني الإعدادي بأحد المعاهد الأزهرية شاء حظها العاثر أن يطالعها فضيلته ذات يوم أغبر بوجهه "الصبوح" وأن تنهل من فيض سماحته ورحمته وعلمه واتزانه ماهو كفيل – وربي – بأن يجعلها لاتكره الأزهر فحسب بل تكره الدين الإسلامي الذي يمثله – بحسب معلوماتها البسيطة – هذا الرجل ...كان "سماحة" الإمام الأكبر يرافقه وفد من رجال الأزهر في جولة تفقدية للمعاهد الأزهرية حين صدمه منظر التلميذة الصغيرة ترتدي النقاب داخل الفصل فانفعل عليها وصاح بها غاضباً آمراً أن تخلع النقاب ، ولما امتثلت الصبية لأمر الكبير فأزاحت نقابها عن وجهها الغض وهي ترتجف رعباً إذ بكبير المتسامحين يضحك في سخرية واستهزاء وهو يوجه حديثه إليها على مسمع من مشايخ الأزهر ومعلماتها وزميلاتها من الفتيات قائلاً : "لما إنت كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟" ، هل بإمكان أحد أوتي ذرة من إنسانية أن يتصور مدى وقع تلك الكلمات الصادمة على فتاة صغيرة تخطو خطواتها الأولى في عالم الأنوثة تفرحها – كسائر الفتيات من خلق الله – كلمات الثناء على ملاحتها ويشقيها أيما شقاء بل يدمر نفسيتها أن يصمها أي شخص بالقبح فما بالكم لو كان هذا الشخص هو الإمام الأكبر وفي محفل من حاشيته الأجلاء الصامتين ؟ لم يكتف "المتسامح الأكبر" بما ارتكبته شفتاه من جرم بحق صغيرة بائسة كل جريرتها أنها تشبهت بأمهات المؤمنين أو أنها أرادت أن تطبق أحكام الدين – كما وعاه اجتهادها أو اجتهاد ذويها – فلم يرد أن يترك الجثة التي طعنها دون أن يمثل بها بإهانة والديها وهو مطمئن إلى أن الصغيرة تنتمي لأسرة بسيطة لاتضم ذوي نفوذ وسلطان فأردف قائلاً : "ان النقاب لاعلاقة له بالإسلام وأنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي" !! ناسياً أوجاهلاً أن رُب أشعث أغبر لايؤبه له لو أقسم على الله لأبره . لاأظنني في حاجة إلى مزيد من التعليق على تلك الجريمة الكاملة التي اقترفها شيخ الأزهر في حق صبية غضة تقية حلوة بسيطة ، ولا أظن الحديث إلى مثل هذا الرجل الفظ غليظ القلب بذي جدوى ولكني أستحلف بالله كل قارئ يعلم بمكان هذه الضحية المسكينة أن يدلني عليها لكي أتوجه إليها من فوري فأضمها إلى صدري وأخفف عنها وأعتذر لها عن تخاذلنا جميعاً أمام أفعال هذا "المتخاذل الأكبر" ومن يتولى حمايته ولكي أعلمّها أن القبيح حقاً هو من تلفظ بتلك العبارات القبيحة التي كشفت عن مكنون الإناء الذي نضح بها ، ولكي أقول لها بصدق أنها هي الجميلة الجميلة لأنها أرادت التشبه بأجمل نساء الأرض وأطهرهن ...بقي سؤال واحد أوجهه إلى ذلك الوفد الأزهري المبجل الذي رافق الشيخ في جولته البائسة والذي وقف أعضاؤه صامتين أمام تلك الجريمة الشنعاء ، أقول لهم : ياقوم أليس منكم رجل رشيد ؟

الاثنين، 24 أغسطس 2009

الاثنين، 3 أغسطس 2009

ابكــى علـــــى نفســـك


.•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*`¨*:•.

عندما تجدها ضعيفة أمام الشهوات عظيمة أمام المعاصي

.•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.

عندما ترى المنكر ولا تنكره وترى الخير فتحتقره

.•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:
.عندما تدمع عينك لمشهد مؤثر في فيلم بينما لا تتأثر عند سماع القرآن الكريم

.•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.
عندما تبدأ بالركض خلف دنيا زائلة بينما لم تنافس أحدا على طاعة الله.
•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.
عندما تتحول صلاتك من عبادة إلى عادة ..ومن ساعة راحة إلي شقاء


.•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.

عندما يتحول حجابك إلى شكل اجتماعي ...وتستركِ إلى أمر تجبرين عليه.
•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.
إن رأيت في نفسك قبول للذنوب ..وحب لمبارزة علام الغيوب
.•:`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.
عندما لا تجد لذة العبادة .. ولا متعة الطاعة
.•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.
عندما تمتلئ بالهموم وتغرقها الأحزان ......وأنت تملك الثلث الأخير منالليل.
:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:`*:•.
عندما تهدر وقتك فيما لا ينفع ..وأنت تعلم أنك محاسب فتغفل
.•:`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:•.
عندما تدرك أنك أخطأت الطريق..وقد مضى الكثير من العمر.
•:*¨`*:•ابكي على نفسك.•:*¨`*:
.بكاء المشفق ... التائب.. العائد...الراجي رحمة مولاه..وأنت تعلم أن باب التوبة مفتوحما لم تصل الروح إلى الحلقوم
.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : من دعا إلي هدي , كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً , ومن دعا إلي ضلالة , كان عليه من الإثم مثل أثام من تبعه لا ينقصه من أثامهم شيئا.
رواه مسلم

الثلاثاء، 7 يوليو 2009

الصورة تتحدث

اللهم انصر الاسلام والمسلمين


نسعى لتوزيع أكثر من
مليون رسالة إليكترونية
لإحياء عملية المقاطعة من جديد !!!
ليكن شعارنا
( من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه)





صورة تبكي الحجر !!
صورة من صور مآسينا وما أكثرها!صورة مؤلمة تثير الشجون وتسيل الدموعكــــــان على ما يبدو يمشي مسرورا على دراجته ببراءة الطفولة... ولكن أيادي الغدر لم ترحـــم طفولته ....
لا حول و لا قوة إلا بالله!!
اللهم هون عليهم، و كن معهم و لا تكن عليهم! اللهم ألطف بنا و بهم! اللهم لا تؤاخذنا على غفلتنا و قسوة قلوبنا! يا أكرم الأكرمين!
حسبي الله ونعم الوكيللا تنسوهم من دعائكم

لا تنسوا الهدف وهو توزيع أكثر من
مليون رسالة إليكترونية
لإحياء عملية المقاطعة من جديد !!!
خذ بها و أرسلها وانشرها لكل من تعرف

الأربعاء، 24 يونيو 2009


ينبهر كثير من المسلمين برؤية الانتخابات الإيرانية لرئيس الجمهورية، ويعتبرونها صورة حضارية لاختيار زعيم يرضى عنه الشعب ويحقق آماله، خاصة في ظل الأوضاع المتردية في معظم بلاد العالم العربي؛ حيث يسيطر على الحكم فيه مجموعة من الرؤساء والملوك والسلاطين أتوا جميعًا بغير إرادة من الشعب، وحتى لو شهدت البلاد العربية انتخابات فإنها تكون انتخابات مزوَّرة، وهذا يجعل المسلمين يلهثون وراء أيّ تجربة بصرف النظر عن كونها غربية أو شيعية أو غير ذلك.
ولكن هل تعتبر الانتخابات الإيرانية فعلاً نموذجًا يُحتذى؟ وهل الرئيس الذي يختاره الشعب يملك من الصلاحيات ما يحقق به آمال الذين انتخبوه؟ وهل هناك فرصة لإصلاح الفساد إن حدث؟ وهل النظام الإيراني يمتلئ بالحيوية كما يحلو لكثيرٍ من المنبهرين بالشيعة أن يقولوا؟!
إننا لا بد أن نعود للأصول حتى نفهم من يحكم إيران في الحقيقة.. وأنا أنصح القراء بقراءة مقالاتي السابقة في هذا الموضوع؛ لأنها ستعطي رؤية أوضح لما سأذكره في هذا المقال، وهذه المقالات كانت بعنوان "أصول الشيعة"، و"سيطرة الشيعة"، و"خطر الشيعة"، و"موقفنا من الشيعة".

شاه إيران محمد رضا بهلوي
لقد قام الخوميني بثورته الشيعية في سنة 1979م، وأطاح بحكم الدكتاتور الإيراني السابق الشاه بهلوي، الذي كان يملك صلاحيات كبيرة جدًّا في إيران، إضافةً إلى صلاحيات النظام الحاكم المنتمي له، فماذا فعل الخوميني؟! لقد كوَّن دكتاتورية أكبر بكثير من دكتاتورية الشاه، وجمع من الصلاحيات ما يفوق صلاحيات الشاه بكثير، ولو كانت هناك فرصة للاعتراض في زمن الشاه، فإن هذه الفرصة أصبحت معدومة في زمن الخوميني ومن بعده. أما الذي نراه اليوم من صراعات واعتراضات ومعسكرات فما هو إلا في إطار محدود ومعروف يهدف في النهاية إلى تجميل النظام، وإشعار الجميع أن الحرية موجودة، وأن البلد بخير، وأن اختيار الشعب محترم!
كيف حدث هذا؟! وما أصل القصة؟!
لقد جاء الخوميني إلى حكم إيران وفقًا لنظرية استدعاها من التاريخ الشيعي اسمها نظرية "ولاية الفقيه"، والأصل في الفكر الشيعي أن الولاية لا بد أن تكون للإمام المعصوم، وهم يعتقدون في عصمة الإمام علي بن أبي طالب t، ثم عصمة أولاده الحسن ثم الحسين، ثم عصمة أبناء الحسين المتسلسلين، الذين كوَّنوا عندهم ما يُسمى بالأئمة الاثني عشر، ولكن حدث أن الإمام العسكري - وهو الإمام الحادي عشر عند الشيعة - مات سنة 260هـ دون أن يسمِّي إمامًا معصومًا خلفه، فانقسم الشيعة إلى طوائف كثيرة لحل هذه المعضلة، وكانت من هذه الطوائف طائفة الاثني عشرية التي ادعت أن الإمام العسكري أوصى إلى ابنه الصغير محمد الذي لم يبلغ الخامسة من عمره، غير أن هذا الإمام الثاني عشر دخل في أحد السراديب واختفى، ويعتقد الشيعة الاثنا عشرية (في إيران ولبنان) أنه ما زال موجودًا في داخل السرداب، وأنه سيظهر في يوم من الأيام ليحكم الدنيا، وهو عندهم المهدي المنتظر، وفي العقيدة الشيعية أنه لا يجوز تولي الحكم وقيادة الدولة وإقامة أحكام الدين والجهاد والجماعة والحدود وكل شيء إلا في وجود الإمام المعصوم، ومِن ثَمَّ فكل شيء معطَّل إلى أن يظهر هذا الإمام الوهمي.

الخوميني
ولكن الخوميني أحيا نظرية اجتهادية موجودة في التاريخ الشيعي هي نظرية "ولاية الفقيه"، وهي تعني أن الإمام المهدي الغائب "الطفل الذي دخل السرداب" قد عَهِد إلى الفقيه الذي يمتلك القدرة الفقهية العالية بأن يقوم بما كان سيقوم به الإمام المعصوم في حالة وجوده، ومِن ثَم فإن هذا الفقيه يرأس الأمة، ويأخذ صلاحيات الإمام المعصوم، بما فيها العصمة، وبما فيها من الإلهام من الله، وبما فيها من الارتفاع فوق مقام النبوة؛ لأن النبوة عندهم انتهت في فترة معينة، بينما يستمر الإمام المعصوم إلى الآن، وقد نقلنا قبل ذلك قول الخوميني في كتابه (الحكومة الإسلامية): "... وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملكٌ مقرَّب، ولا نبي مرسل"[1].
وعلى هذا فإذا أخذ الإيرانيون بهذه النظرية فإنه لا يجوز أصلاً الاعتراض على حكم الفقيه الذي يتولى قيادة البلاد، والذي يُعرف عندهم الآن بالفقيه الأكبر، أو بمرشد الثورة، أو بالقائد، وكلها مترادفات للشخصية الأولى والأخيرة في النظام الإيراني الجديد، وهذا خطر جدًّا، بل هو أخطر من الأوضاع في الأنظمة العربية الفاسدة؛ لأن الحكام العرب الدكتاتوريين لا يقولون أنهم يحكمون باسم الله U، ولا يدَّعون الإلهام من الله، ولا يدعون العصمة، ولا تعتبر شعوبهم أن طاعتهم أمرٌ تمليه عليهم الشريعة، بل الكثير من الشعوب ترى أن مقاومة دكتاتوريتهم فضيلة؛ لأنها مقاومة للظلم والتسلُّط، بينما يُعتبر ذلك في إيران جريمة في حق الله قبل أن تكون جريمة في حق النظام أو القائد.
لقد صمم الخوميني الدستور الإيراني الجديد بالشكل الذي يحفظ هذه الدكتاتورية العنيفة له، ولمن جاء من بعده على المنهج الاثني عشري المنحرف، فجعل من بنود الدستور أن مرشد الثورة يظل في هذا المنصب مدى الحياة! ثم كوَّن ما يُسمى بمجلس الخبراء، وهذا المجلس يختاره الشعب بالانتخاب، ولكن لا بد أن يكون هذا المرشح لمجلس الخبراء من الفقهاء، ولا بد أن يكون من الاثني عشريين، ولا بد أن يكون مؤمنًا بنظرية ولاية الفقيه. وهذا المجلس هو الذي يختار بعد ذلك الولي الفقيه الذي يخلف الخوميني بعد موته، ليظل وليًّا فقيهًا حاكمًا طيلة حياته بعد ذلك، وقد اختار هذا المجلس "آية الله علي خامنئي" ليكون مرشدًا للثورة، وهو في هذا المنصب من سنة 1989م إلى الآن!

خامنئي قائدًا للقوات المسلحة الإيرانية
ولم يكتف الخوميني بذلك، بل جمع إلى سلطاته صلاحيات أخرى كثيرة كما جاء في المادة 110 من الدستور؛ فمرشد الثورة هو الذي يضع كافة المسائل الرئيسية الخاصة برسم وتعيين السياسات العامة للنظام، وهو الذي يقود القوات المسلحة، وهو الذي يملك أن ينصِّب ويعزل رؤساء المؤسسات والمجالس الرئيسية في الدولة، وهو الذي يعيِّن رئيس السلطة القضائية، ورئيس الإذاعة والتليفزيون، ورئيس أركان القيادة المشتركة للجيش، والقائد العام لقوات حرس الثورة، كما يملك - فوق كل ذلك - عزل رئيس الجمهورية المنتخَب من قِبل الشعب!!!
إنها سيطرة لا يحلم بها أي دكتاتور عربي، وليس هذا فقط، بل إن كل ما سبق وغيره يتم بتفويض من الإمام الغائب المهدي، وإذا حدث وعصى أحد أفراد الشعب أوامر هذا المرشد فإن هذه خطيئة تصل إلى الشرك بالله؛ حيث إنه يعترض على معصوم، ويستندون في ذلك إلى مقولة منسوبة زورًا إلى الإمام جعفر الصادق يقول فيها: "...فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه، فإنما استخفَّ بحكم الله، وعلينا رَدَّ، والرادُّ علينا رادٌّ على الله، وهو على حدِّ الشرك بالله"[2].
ولكن الخوميني أراد أن يجمِّل الصورة، فلا يجعل الأمر في صورة دكتاتورية قاهرة، فجعل هناك منصبًا يُسمى "رئيس الجمهورية"، مع أن الرئيس الفعلي للبلاد هو القائد أو مرشد الثورة، وجعل رئيس الجمهورية هذا بالانتخاب العلني من أفراد الشعب، حتى يفرِّغ كل الشحنات في داخل الشعب فيشعر أنه هو الذي اختار، وهو الذي وجَّه مسيرة الأمة، ولكن وقفة تأمل مع رئيس الجمهورية الإيرانية..

نجاد يقبل يد مرشد الثورة خامنئي
كيف يُختار هذا الرئيس؟!
لقد ابتكر الخوميني مجلسًا سماه "مجلس صيانة الدستور"، هو المكلَّف باختيار من يمكن أن يُرشَّح للرئاسة، وهذا المجلس مكوَّن من اثني عشر عضوًا، يعيِّن مرشد الثورة ستة منهم بشكل مباشر! أما الستة الآخرون فيرشحهم رئيس السلطة القضائية بعد ترشيح مجلس النواب، مع العلم أن رئيس السلطة القضائية نفسه يُعيَّن من قِبل مرشد الثورة، وهذا يعني أن أعضاء مجلس صيانة الدستور بكاملهم من الذين يختارهم مرشد الثورة أو يرضى عنهم، وهذا المجلس يقوم بقبول ترشيحات المتقدمين لشغل منصب رئيس الجمهورية، ومن ثَمَّ فهو لا يقبل من المتقدمين إلا من هو على علاقة قوية جدًّا وحميمة بمرشد الثورة!! فليس هناك أي فرصة لوجود معارض لمرشد الثورة، وما يسمَّى بالمحافظين أو الإصلاحيين ما هي إلا صورة وهمية لبعض الاختلافات الطفيفة في الإطار الذي يسمح به مرشد الثورة، ويكفي أن نعلم أنه في الانتخابات الأخيرة تقدم لمنصب الرئاسة 471 مرشحًا، لم يقبل مجلس

مرشحا رئاسة إيران موسوي ونجاد
صيانة الدستور منهم إلا أربعة فقط؛ اثنين من المحافظين واثنين من الإصلاحيين، والجميع من أبناء النظام، وأتباع مرشد الثورة.. فأحمدي نجاد مقرَّب جدًّا من مرشد الثورة علي خامنئي، وهو من أشد المتمسكين بمبدأ ولاية الفقيه، وهو يعتبر من المحافظين. أما المنافس الأكبر له فكان مير حسين موسوي، وهو من الإصلاحيين، لكنه في نفس الوقت من أبناء الثورة، ورحل معها من باريس إلى طهران، وكان يشغل منصب رئيس الوزراء في عهد الخوميني من سنة 1981 إلى سنة 1989م، وهو آخر رئيس وزراء لإيران قبل إلغاء هذا المنصب أصلاً! والمرشح الثالث هو مهدي كروبي من الإصلاحيين، وكان يرأس البرلمان الإيراني من سنة 1989 إلى سنة 1992م. والرابع هو محسن رضائي من المحافظين، وكان يشغل مركز قائد الحرس الثوري في أثناء الحرب الإيرانية العراقية!!
إنهم جميعًا من أبناء النظام، ومن المؤيدين بقوة لكل كلمة يقولها المرشد القائد.

بني صدر
وقد يحدث أحيانًا وينسى رئيس الجمهورية المنتخَب من الشعب نفسه، ويأخذ قرارًا يخالف رأي مرشد الثورة، فماذا يحدث عندئذ؟! لا داعي للتكهنات، فقد رأينا واقعًا يوضح لنا الصورة؛ فعلى سبيل المثال تم انتخاب بني صدر ليكون أول رئيس لجمهورية إيران أيام الخوميني سنة 1980م، وظن "بني صدر" أنه أصبح رئيسًا ككل رؤساء العالم يمسك بمقاليد الأمور في دولته، خاصة أنه قد أتى إلى كرسيِّ الحكم بنسبة 75% من أصوات الشعب، وهي نسبة كبيرة كما نعلم، إلا أنه وجد نفسه لا حول له ولا قوة، ولا يملك أن يكلف رئيس وزراء لحكومته، بل لا يستطيع المشاركة في اختيار الوزراء، وكل صغيرة وكبيرة لا بد من الرجوع فيها إلى الخوميني القائد، فلم يطمئن لهذا الوضع واعترض! فماذا كانت النتيجة؟!
لقد عزله الخوميني من منصبه وعيَّن رئيسًا آخر!!
عزله بعد أن حصل على 75 % من أصوات الشعب، فأي قيمة إذن للانتخابات؟ ولماذا تنفق الأموال في الدعايات؟ ولماذا تعقد المناظرات في وسائل الإعلام؟
وعندما أجاز الرئيس علي خامنئي - الذي كان رئيسًا لإيران من سنة 1981 إلى سنة 1989م - قانونَ العمل بعد أن عارضه مجلس صيانة الدستور بتوجيه من الخوميني، وجَّه الخوميني رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس علي خامنئي، وذكَّره في هذه الرسالة أن ولاية الفقيه كولاية الرسول r؛ لأنه معيَّن من قِبل الإمام الغائب، ورضخ الرئيس علي خامنئي للأمر، مع أن علي خامنئي سيصبح بعد وفاة الخوميني هو المرشد للثورة، وتنتقل العصمة إليه بذلك، وعندها لن يُقبل أي تعقيب لحكمه!
ثم إننا رأينا الإصلاحيين في منصب رئيس الجمهورية، فقد حكم محمد خاتمي من سنة 1997م إلى سنة 2005م، فهل رأينا جديدًا؟!
وهل إيران تحت حكم الإصلاحيين تختلف عنها تحت حكم المحافظين؟ أم أن الأمر في النهاية في يد شخص واحد هو القائد المرشد؟!
ثم إننا نقول أيضًا أن الإصلاحيين والمحافظين لا يمثلون أحزابًا منفصلة في إيران، وليست هناك مؤسسات تضمن توجُّه رئيس معين؛ فأحمدي نجاد لا يمثل إلا نفسه في الانتخابات، وكذلك مير حسين موسوي الإصلاحي، وليس الأمر كما هو في أمريكا مثلاً، عندما يمثل أوباما برنامج الديمقراطيين، في حين يمثل ماكين برنامج الجمهوريين.. إن الأمر أبسط من ذلك بكثير في إيران؛ لأنه مجرد تمثيلية لا وزن لها.
وحتى عندما قامت الصراعات بين المرشحين في شوارع إيران، وتبادلوا الاتهامات في وسائل الإعلام، فإن القيادة الدينية سكتت عن ذلك، وكان هذا السكوت متعمدًا، وقد علَّق على ذلك الخاسر مير حسين موسوي بقوله: "كل السبل للحصول على الحقوق مغلقة، وإن الشعب الإيراني يواجه صمت رجال الدين المهمين"[3].
وأضاف أيضًا أن هذا الصمت أخطر من التزوير.
لقد صمت رجال الدين ليظهر الصراع وكأن صراع على منصب مهم جدًّا، وليبرزوا الديمقراطية في البلاد، ووجود تيارين، وترجيح كفة على كفة بواسطة الشعب، بينما الأمر كله في النهاية لا يعدو أن يكون مسرحية سيقوم الشعب فيها باختيار الممثِّل الذي يؤدي ما يكتبه مؤلف السيناريو قائد الثورة!
والمصيبة بعد كل ذلك أن هذا القائد المرشد لا يحكم بالقرآن والسُّنَّة، إنما يرسِّخ انحرافًا عقائديًّا خطيرًا، ويحكم بتفويض من الإمام الغائب الذي دخل السرداب، ويحرِّك الدولة بكاملها وفق الهوى الشخصي الذي لا يجوز الاعتراض عليه!
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا ننبهر بهذه الأوضاع المأساوية؟! ولماذا نرى بعض الكُتَّاب - وأحيانًا من الإسلاميين - يعتبرون إيران نموذجًا يجب أن يُحتذى؟!
إننا ننبهر لعدة أسباب..
منها أننا لا نعرف كل هذه الحقائق في الدستور الإيراني، وفي نظام الحكم هناك، وفي علاقة المرشد برئيس الجمهورية، ومن ثَمَّ فنحن نحكم بعاطفتنا لا بعقلنا، ونميل مع أي إنسان رفع راية الإسلام، ولو كان محرِّفًا مبدلاً.
ومنها أننا لا نعرف الإسلام الحقيقي الذي يسمح للمسلمين أن يعترضوا على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بل إنه كان يسمح بمناقشة رسول الله r في الأمور التي ليس فيها وحي.
ومنها أننا نعاني في البلاد العربية من حكم دكتاتوري قهري، ومن تزوير فاضح في الانتخابات، ومن فساد كبير في كل القطاعات، ومن ثَم فنحن نبحث عن نموذج ناجح ولو بصورة ضئيلة، ونتغاضى عن كثير من السلبيات، ونغضُّ الطرف عنها، لنقول في النهاية: الحمد لله، هناك دولة إسلامية تطبِّق الشورى!!
ومنها أننا لا نتابع المخاطر التي تتعرض لها العراق والبحرين والسعودية وسوريا ومصر ولبنان، بل والسُّنَّة في إيران نفسها من جرّاء تولي السلطة لمرشد يؤمن بمبدأ ولاية الفقيه، ويعتقد أن السنة في العالَم مفرطون في الدين، وإن الإمام الغائب قد فوَّضه لتصحيح أوضاع الدنيا لكي تستقبل الإمام المهدي عند عودته!
ومنها أننا نعاني من ظلم أمريكا واليهود، ونفرح إذا تكلم في حقهما أحد، ولا نهتم بمتابعة الأحداث، ولا بقراءة التاريخ، لنعرف أن احتماليات هجوم إيران على إسرائيل لتحرير فلسطين تساوي صفرًا!
إننا - أيها المسلمون - نحتاج أن نبني أمتنا على قواعد سليمة، وأسس صحيحة، ولا يكون هذا في منهج شرقي أو غربي، ولا في مبادئ شيعية أو خوارج، إنما في قرآن وسُنَّة، وعودة إلى الأصول، ودراسة لمنهج الرسول r في التغيير، وكذلك مناهج الصالحين في تاريخ أمتنا، وما أكثرهم!
أما الانبهار بالمنحرفين فهذا ليس من شيم الصالحين، وأسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
د. راغب السرجاني

[1] الخوميني: الحكومة الإسلامية ص52. [2] الكليني: الأصول من الكافي 1/67. [3] انظر موقع مفكرة الإسلام، الرابط:
http://www.islammemo.cc/akhbar/Asia-we-Australia/2009/06/13/83473.html