السبت، 24 يناير 2009

المعـــــبر يـاريـس

المعــبر ياريـــــس
بعد أن ثبت الله سبحانه وتعالى المقاومة وأهلنا في غزة رغم الهجوم الصهيوني الوحشي لمدة ( 23 ) يوم باستخدام كل القوات والأسلحة حتى تم استخدام الأسلحة المجرمة دوليا أيضا في وقاحة صهيونية وتواطؤ دولي وخنوع عربي ، وما كان لأحد أن يثبت أمام ذلك إلا بتثبيت الله سبحانه وتعالى وحده ، وأخزى الله ليفني ومن على شاكلتها وهي التي أعلنت من القاهرة في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية أبو الغيط قبيل الغزو أنه لابد من القضاء على حركة حماس ، فكانت الحرب حلقة من حلقات متتابعة في محاولات بائسة متواصلة للقضاء على حماس والمقاومة ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى غالبة ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .

أعود وأسأل : هل اتفاقية المعابر ملزمة لنا في مصر ؟ السؤال حقيقي من جانبي وليس سؤال تهكمي ولا استنكاري ، علمنا جميعا أن اتفاقية المعابر ليست جزء من اتفاقية كامب ديفيد ومصر لم تكن طرف في اتفاقية المعابر ولم توقع عليها وقرأت أن هذه الاتفاقية منتهية قانونيا لأنها عقدت سنة 2005 لمدة عام واحد وتم بالفعل تجديدها سنة 2006 لمدة عام آخر ينتهي في 2007 ، أما في 2007 فلم تجدد الاتفاقية وبذلك وكما قرأت فقد انتهت الاتفاقية لأنها سنوية وحيث لم تجدد بعد سنة من آخر تجديد فقد انتهت .

البعد الآخر أن أي دولة غير ملتزمة باتفاقية تمس حدودها ولم توقع عليها ، ولله الحمد فقد اتضح ذلك من خطاب مبارك الذي أعلن فيه أن مصر غير معنية بالاتفاق الإسرائيلي الأمريكي حول إجراءات منع تهريب السلاح لغزة وهو الاتفاق الموقع بواسطة ليفني ورايس أثناء حرب غزة وبذلك فالرئيس مبارك أكد على أن كل دولة غير ملتزمة بأي اتفاقية تمس حدودها ما لم تكن الدولة المعنية قد وقعت على هذه الاتفاقية ، ونحن كمصر لسنا طرف في اتفاقية المعابر المنتهية . اتفاقية المعابر ( 2005 ) موقعة بين السلطة الفلسطينية وكان يمثلها حينئذ دحلان وإسرائيل والاتحاد الأوربي ، السلطة الفلسطينية انتقلت إلى حماس بموجب الانتخابات ، وحتى وقت قريب ( قبل يناير 2009 ) كان يقال إن في فلسطين شرعيتين ؛ شرعية رئيس السلطة محمود عباس وشرعية حماس ، أما اليوم وبعد انتهاء ولاية عباس فإن في فلسطين شرعية واحدة وهي شرعية حماس وصلاحيات عباس بموجب القانون الفلسطيني تنتقل لرئيس المجلس التشريعي الذي يدعو لانتخابات جديدة ، وبذلك أصبح عباس ومعاونيه مثل أي فصيل فلسطيني ولا أي صلاحيات لهم أكثر من الجبهة الشعبية أو مجموعة أحمد جبريل أو غيرهم من الفصائل ، وبذلك توجد في غزة سلطة فلسطينية واحدة منتخبة لها أن تنظم الجانب الفلسطيني من المعبر المصري الفلسطيني ، وأسأل بالمناسبة عن الحدود البرية بيننا وبين ليبيا ؛ هل نحن كمصر لنا شأن أو تدخل بخصوص الموظفين الليبيين الموجودين على الطرف الآخر من الحدود ؟ عند حدوث انقلاب في أي دولة تغلق حدودها أيام قلائل ثم يعاد التعامل معها من كل المنافذ ويقال في التصريحات الرسمية : نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى ، فلماذا لا نطبق ذلك المبدأ على فلسطين التي أتت فيها حماس للسلطة من خلال الانتخابات وليس بانقلاب ؟ وما معنى أن معبر رفح للأشخاص فقط وليس للشاحنات والبضائع ؟ تخيلت حين سمعت ذلك أن معبر رفح البري عبارة عن طريق ضيق بين جبلين لا يسمح بعبور الشاحنات ! لا أعرف من صاحب هذه المقولة وما أسانيدة عليها ؟ هل نحن نكرر رغبات إسرائيل في أن تمر جميع البضائع إلى غزة من خلال إسرائيل فقط ؟ المعبر لو أردنا يستوعب مرور كل الشاحنات والبضائع ومقولة أنه للأشخاص لا معنى لها ولا سند ونحن فقط كسلطات مصرية الذين لنا الحق في تقرير ما يمر وما لا يمر من خلال التفتيش .

أخيرا ؛ لماذا لا نتبنى كعرب وكمسلمين خطاب إعلامي داخلي وخارجي بأن سلاح المقاومة شرعي ؟ وأنه طالما بقي الاحتلال فإن هذا الشعب له الحق في الحصول على كل ما يريد من بضائع وأسلحة لحين إقامة دولته ؟ نتعامل نحن كعرب ومسلمين مع القضية كأننا طرف معتدي أو أننا نحتل أراضي غيرنا ! أنظر إلى سيناء واتفاقية كامب ديفيد التي أفرغت ثلثي سيناء من الجيش المصري يتولد عندك شعور بأننا الذين كنا نحتل إسرائيل ! إسرائيل هي المعتدي وهي المحتل البغيض الذي يجب أن يتوقف تسليحه وليس المقاومة المشروعة . لماذا الخوف وإسرائيل وقفت عاجزة لمدة ( 23 ) يوما أمام المقاومة المحاصرة منذ سنتين ؟

ليست هناك تعليقات: